البرازيل نمو اقتصادي واستمرار التفاوتات في التنمية البشرية

الناصري محمد29 يوليو 2019آخر تحديث :
البرازيل نمو اقتصادي واستمرار التفاوتات في التنمية البشرية

تقديم وطرح اشكالي:
تقع البرازيل في أمريكا الجنوبية، يبلغ عدد سكانها حوالي 183.9 مليون نسمة، خضعت للاستعمار البرتغالي منذ القرن 15م إبان فترة الاكتشافات الجغرافية إلى أن حصلت على استقلالها سنة 1822م، وأصبحت جمهورية فيدرالية حيث تعتبر في الوقت الراهن أحد بلدان العالم النامي الذي يشهد تنمية اقتصادية متصاعدة.
فما مظاهر النمو الاقتصادي في البرازيل؟ وما العوامل المفسرة له؟ وما طبيعة التحديات والمشاكل التي تواجه الاقتصاد البرازيلي؟.
I- مظاهر النمو الاقتصادي للبرازيل وبعض مميزاته:
1- مميزات الفلاحة البرازيلية وبعض مظاهر نموها:
* إنتاج زراعي وحيواني مرتفع ومتطور ويحتل مراتب متقدمة على الصعيد العالمي:المرتبة(1) في إنتاج قصب السكر والبن والبرتقال والأبقار.المرتبة (2 ) في إنتاج الصوجا .المرتبة(3) في إنتاج الخنازير والذرة.
* التركيز المكثف على الزراعات التسويقية (البن+قصب السكر+القطن..) على طول الساحل الشرقي ،وفي مساحات ضيقة في أقصى الجنوب الشرقي، في حين يسود الرعي الواسع في الهضبة البرازيلية ، واستغلال الغابة في حوض الأمازون.
* استفادة البرازيل من عائدات تصدير المنتوجات التسويقية و التي تساهم بأزيد من 11% ضمن الناتج الوطني الخام.
2- خصائص الصناعة البرازيلية وبعض تجليات تطورها:
حققت الصناعة البرازيلية في العقود الأخيرة قفزة كمية ونوعية تجلت مظاهرها فيما يلي:
* انتاج صناعي متنوع ، ويحتل مراتب متقدمة عالميا: المرتبة (1) في الصناعات الغذائية( انتاج السكر وعصير البرتقال) وفي صناعة الطائرات الصغيرة(الخدمات البريدية).المرتبة(4) في صناعة المطاط و(7) في صناعة الورق.
* تمركز النشاط الصناعي في مثلث ريوديجانيرو- بيلوأوريزانتي و ساوباولو بفضل توفره على الموارد المعدنية والطاقية واحتضانه المركز الرئيسي للصناعة وللقرار بالبرازيل.
* مساهمة القطاع الصناعي بنسبة 34،3% من الناتج الداخلي الخام، على الرغم من توجه الدولة نحو خوصصة بعض الفروع الصناعية.
3- بنية التجارة البرازيلية ومكانتها العالمية:
تعد التجارة الخارجية من أهم مرتكزات التنمية الاقتصادية في البرازيل، ويتجلى ذلك من خلال المؤشرات الآتية:
* بنية تجارية خارجية متنوعة ، تتشكل صادراتها الأساسية من: مواد فلاحية بنسبة29،6% ،ومواد النقل بنسبة 14،7%، أما وارداتها فتتكون أساسا من: آلات ومواد التجهيز بنسبة 36،4% ومواد مصنعة أخرى بنسبة 20،6% ومواد كيماوية بنسبة 19،6%.
* فائض ايجابي في الميزان التجاري بلغ 40،70 مليار دولار سنة 2000م.
* تعدد الشركاء التجاريين للبرازيل بتعدد المجموعات التجارية الكبرى، ويبقى الاتحاد الأوربي أهم شركائها بما قيمته 44،49 مليار دولار سنة 2006م.
II- العوامل المفسرة للنمو الاقتصادي بالبرازيل:
1- العوامل الطبيعية والبشرية:
مؤهلات طبيعية ملائمة: وتتضح من خلال ما يلي:
– انبساط التضاريس الذي وفر مساحات شاسعة صالحة للزراعة(340 مليون هكتار)، وهي عبارة عن سهول ساحلية ضيقة وحوض الأمازون الشاسع.
– مناخ متنوع يتميز بانتشار المناخ الاستوائي المعتدل والرطب طيلة السنة بحيث أن درجة الحرارة لا تقل عن 25° والتساقطات عن 2000 ملم في السنة، والمناخ المداري والشبه مداري المعتدل والرطب في أقصى جنوب البلاد، والذي مكن من تكوين مغارس كبرى للزراعات المدارية التسويقية، إضافة إلى غطاء غابوي هام (غابة الأمازون) ومراعي شاسعة.
* وجود ثروات معدنية وطاقية مهمة كالفوسفاط (م2 ) الحديد(م3) إضافة إلى الذهب والفضة والماس.وبعض مصادر الطاقة كالفحم والبترول و الغاز الطبيعي و الطاقة الكهربائية والنووية.
مؤهلات بشرية مساعدة: وتتمثل في:
* وفرة اليد العاملة بفعل الكثافة السكانية المهمة بالبرازيل والتي بلغت 183،9 مليون نسمة.
2- العوامل العلمية والتقنية:
* تشييد الدولة للمراكز والمعاهد العلمية التابعة لوزارة الفلاحة “Embrapa” يعمل بها حوالي 8600 مستخدم و 2221 باحث موزع على 37 مركز للبحث عبر كل البلاد.
* الاعتماد على المختبرات والبحث العلمي الفلاحي والاستفادة من الاستثمارات الوطنية والأجنبية الوافدة.
3- العوامل التنظيمية و الاقتصادية:
* اندماج الفلاحة مع باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى في إطار مركب اقتصادي يشمل كل المراحل من الإنتاج إلى التسويق.
* استثمار الشركات المتعددة الجنسيات في القطاع الفلاحي بتكوينها لاستغلاليات رأسمالية واسعة تستعمل أحدث التقنيات وتوجه إنتاجها نحو الأسواق الخارجية”اللاتيفونديا”.
* تشجيع الدولة المستثمرين والمستهلكين عن طريق القروض،مما ساهم في تطوير عدة أنواع صناعية وتحقيقها أرقاما قياسية : الآلات والتجهيزات(19،7%) والسيارات (29،9%).
* تزايد الاستثمار الأجنبي في الميدان الصناعي من 3،4 إلى 7،6 مليار دولار خلال الفترة مابين 1999و 2002م.
* اعتماد البرازيل نظام اقتصاد السوق+وفرة الموارد المعدنية والطاقية والموارد الزراعية التسويقية+وفرة الاستثمارات الأجنبية.
*وجود شركات رأسمالية متعددة الجنسيات تستثمر في قطاعي الفلاحة والصناعة.
*الانتماء إلى مجموعة “مركسور Mercosur” وفر لها سوقا استهلاكية فاقت 220 مليون نسمة، ساهمت في الرفع من قيمة مبادلاتهامع البلدان الأعضاء من 3،6 إلى 12 مليار دولار ما بين 1990و 1995م.
* اعتماد النظام الرأسمالي المرتكز على اقتصاد السوق+ تنظيم بنكي جيد ومحكم+ وجود موانىء كبرى مجهزة (ساوباولو، ريوديجانيرو..)+ تنظيم معارض ومهرجانات تجارية.
* تشجيع الصادرات منذ سنة 1964م عن طريق: تقديم الدعم المالي للمبادرات المتخصصة في التصدير+ تحسين برامج تمويل الصادرات+ خلق نظام تأمين قروض الاستثمار في التصدير+ الغاء الضرائب المباشرة ووضع أسعار تفضيلية للصادرات.
4- العوامل الجغرافية:
* الموقع الجغرافي الاستراتيجي الملائم لبناء الموانئ الكبرى(ريسيف) والمطارات الكبرى(برازيليا)، والمنفتح على المحاور التجارية العالمية.
III- المشاكل والتحديات التي تواجه النموالاقتصادي بالبرازيل:
المجالات أهم المشاكل والتحديات
الاقتصادية تعرف البرازيل تفاوتات بين جهاتها على عدة مستويات منها:
مظاهر التفاوت الاقتصادي:
* على مستوى الإنتاج الاقتصادي: يلاحظ تركز الأنشطة الاقتصادية الفلاحية والصناعية والتجارية والخدماتية في القسم الجنوبي الشرقي للبلاد، بينما تعرف المناطق الأخرى نذرة في هذه الأنشطة، ويرجع ذلك إلى الدورات الاقتصادية ( التخصص في اتتاج وتصدير مادة معينة) التي عرفتها البرازيل منذ القرن 16م.
* على مستوى الاستثمارات والبنيات التحتية: يلاحظ تفاوت صارخ بين المركز قلب البلاد المتطور،المستفيد من الاستثمارات ومن بنية تحتية قوية وتأهيل جيد لليد العاملة، والمستقطب للرساميل،وبين الهامش(الشمال والشمال الشرقي) الذي يعرف نقصا كبيرا في هذه المجالات، مما يعيق نمو البلاد وتطورها.
* على مستوى الناتج الداخلي الخام: يلاحظ تفاوت صارح في مساهمة الجهات البرازيلية فيه بين الجنوب الشرقي 59،4% والشمال 4،9%.
الاجتماعية مظاهر و عوامل التفاوت الاجتماعي:
* على مستوى التنمية البشرية: تصنف البرازيل في المرتبة 69 عالميا بمؤشر تنمية متوسط 0،792 ، ونسبة الفقر 21،2%، والبطالة بنسبة 10،8%.
* على مستوى توزيع نسب الأمية: يلاحظ تفاوت صارخ بين الجهات البرازيلية حيث تسجل في الشمال والشمال الشرقي نسبة 64،69% ، مقابل 3،62% فقط في الجنوب والجنوب الشرقي.
* على مستوى الولاية(الجهة)الواحدة: يلاحظ التفاوت بين المجالين الحضري والريفي ، بين المدينة وضاحيتها، على المستوى المعيشي، وعلى مستوى التجهيزات بين الأحياء الراقية (Iparema ) والأحياء الصفيحية (Favela ) التي تفتقر لأبسط الوسائل الضرورية من مرافق صحية وتجهيزات منزلية.
* على توزيع مستوى مؤشر التنمية البشرية بالبرازيل : يلاحظ تفاوت صارخ بين الجنوب الشرقي والجنوب 0،910 ، والشمال والشمال الشرقي 0،460 . إعداد:ذ.الحسن الغلى

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!