كوريا الجنوبية نموذج لبلد حديث النمو الاقتصادي

الناصري محمد29 يوليو 2019آخر تحديث :
كوريا الجنوبية نموذج لبلد حديث النمو الاقتصادي

تقديم وطرح اشكالي:
تقع كوريا في شرق القارة الآسيوية، يسكنها حوالي 48 مليون نسمة، شهدت منذ 1953م نهضة اقتصادية حديثة ومتطورة أهلتها لأن تصبح القوة الحادية عشرة عالميا في الوقت الراهن.
فما مظاهر النمو الاقتصادي في ركوريا الجنوبية؟ وما العوامل المفسرة لهذا النمو الاقتصادي؟ وما النتائج التي ترتبت عنه؟ وما طبيعة التحديات والمشاكل التي يعاني منها الاقتصاد الكوري الجنوبي؟.
I- مظاهر النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية:
1- مظاهر نمو الصناعة في كوريا الجنوبية:
* احتلال كوريا الجنوبية المرتبة 11 ضمن الاقتصاد العالمي.
* اعتبارها إحدى القوى الآسيوية الصناعية الجديدة”التنينات الأربعة”(كوريا الجنوبية+هونغ كونغ+تايوان+سنغفورة) بفضل تنميتها الاقتصادية السريعة التي تفوق نسبة 5،5% سنويا، و ناتجها الداخلي الإجمالي الذي بلغ 680 مليار دولار سنة 2006.
* إنتاج صناعي ضخم ومتنوع خاصة بالنسبة لبعض الصناعات الأساسية والصناعة الالكترونية الدقيقة، واحتلالها مراتب متقدمة في بعض الأنواع الصناعية خاصة صناعة”شبه الموصلات” التي تأتي فيها شركة سامسونج SAMSUNG في المرتبة(2) ضمن العشر الأوائل في العالم بعد شركة “أنتل الأمريكية INTEL” من حيث رأس المال ب17،8 مليار دولار.
* تمركز الإنتاج الصناعي في مجمعات كبرى خاصة في الجنوب الشرقي(أولسان-مسان-بوسان) والشمال الغربي( سيول- أنشون).
2- مظاهر نمو التجارة والخدمات في كوريا الجنوبية:
* تطور قيمة الصادرات الكورية الجنوبية من الصناعات الأساسية(السيارات+السفن) والأجهزة الالكترونية والكهربائية خلال الفترة مابين 1990 و 2001بسبب تطور إنتاجها الصناعي وتزايد الطلب عليه في الأسواق الدولية .
* بنية تجارية قوية ومتنوعة، تحتل فيها المواد المصنعة مكانة رئيسية في الصادرات بنسبة 92،3%، أما الواردات فتتألف أساسا من مواد معدنية وطاقية بنسبة 29،6% ومواد فلاحية بنسبة 7،2%.، وهو ما انعكس بشكل ايجابي على وضعية ميزانها التجاري حيث حقق فائضا بلغ 23مليار دولار سنة 2005م.
* تعدد الشركاء التجاريين المتعاملين معها ، حيث تأتي الصين في مقدمة الدول التي تصدر لها بنسبة 19،6%، واليابان كأول دولة تستورد منها بنسبة 20،6%.
II- العوامل المفسرة للنمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية:
1- العوامل التنظيمية والبشرية:
*استفادة الصناعة الكورية من القوة السكانية التي تقدر ب48 مليون نسمة، والمتميزة بالتكوين والتأهيل العلمي والتقني المرتفع، والمتصفة بالانضباط والإتقان في العمل.
* نهج الدولة نظاما اقتصاديا يقوم على تركيز الأنشطة الاقتصادية الحيوية في إطار مقاولات عملاقة تسيطر على مختلف الأنشطة: تمويل- تصنيع- بحث عن أسواق- تصدير، تسمى “الشيبولCHAEBOL”، حيث أن 75% من الصادرات تمر عبر هذه المؤسسات العملاقة.
2- العوامل العلمية والتقنية:
* تخصيص الدولة لنسبة 7،1% من الناتج الداخلي الخام للبحث العلمي (المرتبة 1عالميا).
* مساهمة المقاولات المنتجة في كوريا بنسبة 53% في البحث والتنمية متفوقة على المقاولات بالدول النامية.
* تقديم كوريا الجنوبية ل5935 طلب لبراءات الاختراع للمنظمة العالمية للملكية الفكرية(المرتبة4عالميا) بفضل الدعم المالي للبحث العلمي.
3- العوامل التجهيزية و الاقتصادية:
أولا- دور العامل التجهيزي و الخدماتي:
* توفر كوريا الجنوبية على كل المؤهلات المساعدة على التنمية الاقتصادية من : موانئ ضخمة ومنفتحة على الأسواق العالمية (أنشون، بوسان) وطرق تربط بين المناطق الصناعية من جهة والموانئ من جهة أخرى، إضافة إلى السكك الحديدية.
ثانيا- دور الإنتاج الصناعي:
* تصدير المنتجات الصناعية المصدرة واحتفاظها على مستوى تكنولوجي جيد مع اعتمادها على شبكة كثيفة للخدمة بعد البيع،وتنطبق هذه المعايير أساسا على صناعة السيارات إذ تعتبر مجموعة “هيونداي و كيا” من أكبر المقاولات المختصة في صناعتها.
* اكتساح المنتجات الالكترونية الدقيقة الأسواق العالمية وحصول شركات إنتاجها على جوائز مشرفة في مجال التصميم الصناعي”سامسونج” التي تفوقت على كل الشركات الآسيوية والأوربية والأمريكية، وشركة” إلجي” L.G في انتاج الشاشات التلفزيونية الثلاثية الابعاد.
4- العوامل التاريخية و الاستثمار الاجنبي:
* استفادة كوريا الجنوبية من تجارب التنمية الاقتصادية للقوى الاستعمارية التي احتلت أراضيها كاليابان(1910- 1945 ) و الولايات المتحدة الأمريكية (1945- 1949).
* استفادتها من الاستثمارات والمساعدات اليابانية الأمريكية في إطار مخطط مارشال سنة 1947م.
دور الاستثمار الأجنبي:
و يتجلى من خلال التطور الذي عرفته قيمة الاستثمارات الأجنبية الوافدة على كوريا في المجال الصناعي والتي انتقلت من 532 إلى 7200 مليون دولار مابين 1985و 2005م.
III- انعكاسات النمو الاقتصادي على الوضع الاجتماعي في كوريا الجنوبية:
انعكست آثار التنمية الاقتصادية بكوريا الجنوبية على الأوضاع الاجتماعية بشكل إيجابي ويتجلى ذلك من خلال المؤشرات الآتية:
* تحسن مستوى الدخل الفردي بشكل مستمر: 14166 دولار سنة 2006م وتطمح الدولة للوصول إلى 20000 دولار للفرد في السنة.
*وجود فرص للعمل، وتقلص نسبة البطالة إلى 3،1% .
* ارتفاع نسبة التمدرس، وكذا نسبة السكان المتعلمين إلى 98% .
* ارتفاع أمد الحياة إلى أزيد من 77 سنة، وتراجع نسبة الوفيات إلى 5%° بسبب تحسن المستوى المعيشي والصحي .
* تحسن مؤشر التنمية البشرية ومكانتها العالمية،حيث تصنف ضمن البلدان ذات المؤشر المرتفع ب0،912 سنة 2006 المرتبة 26 عالميا.
IV- المشاكل والتحديات التي تواجه النموالاقتصادي في كوريا الجنوبية:
المجالات أهم المشاكل والتحديات
الاقتصادية * ضعف القطاع الفلاحي واستيراد الحاجيات الغذائية من الخارج: إذ لا تتعدى نسبة مساهمته في الناتج الداخلي الخام 3،1%، ويبقى منتوجه الأساسي هو الأرز.
* الافتقار إلى الموارد المعدنية والطاقة واستيرادها من الخارج بأسعار مرتفعة لسد حاجيات الصناعة الوطنية.
* ارتباط الاقتصاد الكوري الجنوبي بالتصدير والأسواق الخارجية وهو ما يفرض عليها البحث المستمر عن الزبناء والشركاء التجاريين.
* مواجهة منافسة قوية في مجال التصنيع و التسويق من الدول المجاورة خاصة الصين والتنينات الآسيوية الأخرى: تايوان- هونغ كونغ و سنغفورة.
الاجتماعية * تقليص نسبة الشباب العاطل عبر التركيز على قطاعات الإنتاج المعتمدة على المعرفة والقيمة المضافة كتكنولوجيا الاتصال وقطع الغيار والخدمات المالية.
إعداد:ذ.الحسن الغلى

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!